للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كامل, الخطاب فيه لأول الأمة خطاب لآخرها، بل جعل أصحابه هم القدوة التي يقتدى بهم، وما عدا ذلك فمحض افتراء.

المؤمن والمسلم:

ويقول في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} ١: فيه إشارة لطيفة جدا إلى أن المسلمين الذين يجيئون بعد المؤمنين ثم يكونون خيرا منهم٢.

وبعد:

هذه إلمامة سريعة لأفكار محمود طه وتفسيراته الزائغة، ولست بأول من صنفه مع الباطنية، بل سبقني إلى ذلك علماء أعلام ممن رد عليه، فقد قال الأستاذ سعد حسن لطفي مثلا عن محمود طه و"الدجال" محمود: "من متطرفي الباطنية والمتصوفة"٣.

وقال الأستاذ أحمد البيلي: "لقد تبين لي من مجموعة الكتب والرسائل التي وضعها لشرح آرائه, فوجدته يذهب مذهب الباطنيين في تفسير الآيات على النحو الذي ادعاه من قبل البهائية والقاديانية, وهما فرقتان خرجتا عن دائرة الإسلام وصارتا مستقلتين, وإن تمسح أتباعهما بالإسلام"٤.

وفي موضع آخر قارن الأستاذ أحمد البيلي بين دعوة محمود طه وبين البابية والبهائية والقاديانية، ثم قال: "مما سبق نرى أن الجمهوريين أخذوا من كل فرقة من هذه الفرق شيئا, وأطلقوا على هذا الخليط "الدعوة الإسلامية الجديدة""٥.

وغيرهما كثير ممن نسبه إلى الباطنية, أضف إلى ذلك عقائده الباطلة


١ سورة محمد: الآية ٣٨.
٢ الإسلام رسالة خاتمة لا رسالتان: إعداد وزارة الشئون الدينية والأوقاف في السودان, عن الرسالة الثانية: محمود طه ص١٢٦.
٣ جريدة المدينة, العدد ٥٦٣٤؛ مقال دجال السودان: سعد حسن لطفي ص٨.
٤ الإسلام رسالة خاتمة لا رسالتان: ص٦٥.
٥ المرجع السابق: ص٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>