للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأذكر تأكيدا ما أورده أيضا في سورة الفاتحة حيث قال عنها: "وقالوا: وإذا كتبت في إناء طاهر وغسلت ومسح بها المريض وجهه عوفي -بإذن الله تعالى- وإذا شرب من هذا الماء من يجد خفقانا سكن -بإذن الله تعالى- وإذا كتبت بمسك وزعفران في إناء من زجاج طاهر ثم محيت بماء ورد وشرب منها البليد الذي لا يحفظ شيئا حفظ كل ما سمع وزالت بلادته, وإذا كتبت يوم الجمعة في الساعة الأولى في إناء ذهب١ بمسك وكافور ومحيت بماء ورد وجعل ذلك في قارورة ومسح بها وجهه من يدخل على السلطان أو يخاف من عدو نال القبول والهيبة والمحبة من عدوه، وإذا كتبت بماء ورد ومسك في جام زجاج ومحيت بماء كانون وسحق به كحل أصفهاني جلا البصر وصححه وحفظ صحة العين وأزال أمراضها, وإن أضيف إلى الإثمد مرارة ديك أفرق ومرارة دجاجة سوداء واكتحل بها, نظر إلى الأشخاص الروحانية وخاطبهم وخاطبوه بما يريد"٢"!! " ثم يستمر في ذكر هذه الخرافات ولا ينسى أن يقول: "إنه إنما يذكر فضائل السور في أوائلها ليرغب الطالب القارئ في تفسيرنا هذا في درسها وحفظها وتكرار قراءتها رجاء لنيل ثوابها"٣.

هذا بيان للمقدمة التي التزمها الشيخ أطفيش قبل تفسيره للسورة. ونأتي هنا إلى ذكر أهم القضايا والأسس التي يقوم عليها منهجه في التفسير.

الإطناب:

وإنما بادرت إلى ذكر هذا الأساس وتقديمه على ما سواه؛ لأنه سمة بارزة في هذين التفسيرين. ومما لا شك فيه أن للإطناب محاسن وعيوبا, ولكنه هنا أدى بالمؤلف إلى اقتراف ما لا ينبغي وقوعه من مفسر في تفسيره, نذكر من ذلك أمثلة ثلاثة وقصدي الاختصار.

أولها: عدم الاكتفاء بالتفسير الصحيح الثابت في قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ


١ لا يجوز اتخاذ الإناء من ذهب.
٢ هميان الزاد ج١ ص١٦ و١٧.
٣ هميان الزاد ج١ ص١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>