للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ١. ورد بيان الكلمات في آية أخرى بقوله تعالى: {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ٢.

وهو نفسه يورد هذا التفسير الصحيح٣, لكنه يضيف إلى هذا -إطنابا- أقوالا لا تصح أو على الأقل لا يصح ذكرها بجانب التفسير القرآني. فذكر أقوالا عديدة نذكر منها قوله: "وعن ابن عباس في رواية: هن ما روي أن آدم -عليه السلام- قال: "يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى قال: ألم تكن أسكنتني الجنة؟ قال: بلى قال: فلم أخرجتني منها؟ قال: بخطيئتك قال: يا رب أأنا أتيت شيئا ابتدعته من تلقاء نفسي، أو شيئا قدرته علي قبل أن تخلقني؟ قال: بل قدرته عليك قبل أن أخلقك قال: يا رب كما قدرته علي فاغفر لي". وقال محمد بن كعب القرظي: هي قوله: سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا, وظلمت نفسي فارحمني, إنك أنت أرحم الراحمين، وقيل: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك, رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنك أنت الغفور الرحيم, لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك, ربي عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين. وقالت طائفة: إن آدم رأى مكتوبا على ساق العرش: محمد رسول الله فتشفع به فهي الكلمات ... وقيل: إن الله تعالى أنزل ياقوتة من ياقوت الجنة ووضعها على موضع البيت على قدر الكعبة, لها بابان باب شرقي وباب غربي, وفيها قناديل من نور, ثم أوحى الله تعالى إليه أن لي حرما بحيال عرشي فأته, فطف به كما طاف حول عرشي وصلِّ عنده كما يصلى عند عرشي, فهناك أستجيب دعاك, فانطلق آدم من أرض الهند إلى أرض مكة لزيارة بيت الله وقيض الله تعالى له ملكا يرشده فكان كلما نزل موضعا وضع عليه قدمه صار عمرانا, وما تعداه صار مفاوز وقفارا. فلما وقف بعرفة وكانت حواء تطلبه وقصدته من جدة فالتقيا بعرفة يوم عرفات فعرف كل منهما الآخر فسمي عرفات، فلما


١ سورة البقرة: الآية ٣٧.
٢ سورة الأعراف: الآية ٢٣.
٣ هميان الزاد ج١ ص٤٨٥؛ تيسير التفسير ج١ ص٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>