للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه يحتمل أن يكون المراد ما جاوز الشوكة في القلة كنخبة النمل أي: عضتها في قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب المؤمن من مكروه فهو كفارة لخطاياه حتى نخبة النملة"، ويحتمل ما هو أشد من الشوكة وأوجع كالخرور على طنب الفسطاط"١.

وقارئ هذا التفسير يعجب لسعة معارف المؤلف اللغوية, خاصة إذا عرف أن لغته الأصلية هي البربرية، فقد قال في أحد المواضع: "وذلك متبين في لغتنا البربرية"٢، وقال في موضع آخر: إنا نقول: في لغتنا البربرية ... "٣.

اهتمامه بالقراءات وتوجيه بعضها:

اعتنى المفسر في تفسيريه ببيان أوجه القراءات فيما يتناوله من الآي, مما يدل على سعة اطلاعه في هذا المجال وهو حينما يتناول هذا لا يقف موقفا سلبيا، بل تراه يوجه بعض القراءات ويستدل لها ويبين معنى الآية على تلك القراءة، قال في تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} ٤: "وقرأ ابن أبي عبلة: "لأذهب بأسماعهم وأبصارهم" فالباء فيها صلة للتأكيد ومدخولها مفعول به والتعدية بالهمزة لا بها بخلافها في قراءة الجمهور، فإنها للتعدية لعدم الهمزة فيها وإنما جعلت حرف التعدية في قراءة ابن أبي عبلة هو الهمزة والصلة هي الباء؛ لأن الأصل في التعدية الهمزة لا الباء, ولأنها الكثير في التعدية والباء فيها قليلة بالشبه"٥.

وقال في تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} ٦: "وقرأ عبيد بن عمير: "مطّهّرة" بتشديد الطاء وكسر الهاء مشددة, والأصل: متطهرة أبدلت التاء طاء


١ هميان الزاد ج١ ص٣٨٦.
٢ المرجع السابق ج١ ص٤٥٤.
٣ المرجع السابق ج١ ص٤٣٦.
٤ سورة البقرة: من الآية ٢٠.
٥ هميان الزاد ج١ ص٣٢٢ و٣٢٣.
٦ سورة البقرة: من الآية ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>