للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-بضم الواو- فمصدر بمعنى اشتعال النار، وقرأ به عيسى بن عمر الهمداني. أما على المصدرية مبالغة بحيث نزل قوة الاشتعال منزلة الناس والحجارة، كأن نفس الناس والحجارة هي الاشتعال، كقولك: زيد صوم إذا أكثر الصوم وقولهم: حياة السراج الزيت أي: ما يحيا إلا به، فكأنه نفس الزيت، وما تتقد النار إلا بالناس والحجارة, فكأن الاتقاد نفس الناس والحجارة. وأما على المصدرية وتقدير مضاف أي: متعلق {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} , أو محل {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} , أو وقودها احتراق الناس والحجارة, أو اشتعال الناس والحجارة بها, أما على التسمية بالمصدر بدون أن تعتبر المبالغة ولا تقدير مضاف كقولك: زيد فخر قومه وزين بلده أي: والذي يفتخر قومه به ويتزين بلده به وقيل: كل من الوقود بالفتح، والوقود بالضم يكون اسما لما تتقد به, ومصدرا بمعنى الاتقاد, قال سيبويه: سمعنا من يقول: وقدت النار وقودا عاليا، والاسم بالضم"١.

ولا أدل من اهتمام المؤلف بالقراءات وتوجيهها من أنه يعقد أحيانا فصولا استطرادية, فمن ذلك مثلا الفصول التي عقدها في أحكام الياء عند القراء، فصل كل ياء بعدها همزة مفتوحة، فصل كل ياء بعدها همزة مكسورة، فصل كل ياء بعدها همزة مضمومة، فصل كل ياء بعدها ألف ولام، فصل كل ياء بعدها ألف مفردة، فصل أحكام الياء عند باقي حروف المعجم٢.

عنايته بالأحكام الفقهية:

قلت في الحديث عن آراء الأباضية الفقهية: إنه ليس بينهم وبين أهل السنة فارق يذكر, فهم يوافقونهم في الأصول, أما في الفروع فخلافهم كالخلاف بين المذاهب الأربعة وقد يتجاوزونه فينفردون برأي دون المذاهب الأربعة.

وصاحب التفسيرين سار في تفسيره لآيات الأحكام وفق مذهبه الأباضي, ولا يمنعه هذا من أن يورد آراء المذاهب الفقهية الأخرى.


١ هميان الزاد ج١ ص٣٥٦ و٣٥٧.
٢ انظر الصفحات من ٥٠١ إلى ٥٠٥؛ هميان الزاد ج١.

<<  <  ج: ص:  >  >>