للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للإيمان: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} ١ وليست الصاعقة لمجرد طلبهم الرؤية، ينكر المؤلف هذا القول، حيث يقول: "فأخذتهم الصاعقة بظلمهم, إذ سألوا رؤية الله جل وعلا الموجبة لتشبيهه بالخلق, والصاعقة نار لطيفة من السماء, وقالت الأشعرية: الصاعقة إنما هي من أجل امتناعهم من الإيمان بما وجب إيمانه٢ إلا بشرط الرؤية لا من أجل طلب الرؤية وهو خلاف ظاهر الآية مع أن الرؤية توجب التحيز والجهات والتركيب والحلول واللون وغير ذلك من صفات الخلق, ويدل لما قلته قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} ٣ والأشعرية لما أفحموا قالوا: بلا كيف, وحديث الرؤية إن صح فمعناه: يزدادون يقينا بحضور ما وعد الله في الآخرة, فلا تشكون في وجود الله وكمال صدقه وقدرته كما لا تشكون في البدر"٤.

وقال في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} ٥ الآية: "والآية دليل على كفر مجيز الرؤية دنيا أو أخرى؛ وذلك لأن إجازتها ولو في القلب إجازة لتكييفه، وتكييفه ممتنع لأن فيه تشبيها، وإدراكه بالقلب تكييف لا يتصور بدونه فلا يصح قولهم: بلا كيف وتكييفه في القلب بلا تقدير أن يكيفه لغيره هو من نفس المحذور، فبطل قول طوائف من المبتدعة أن الصاعقة ليست لمجرد الطلب بل لعنادهم واشتراطهم, وإذا كان المنع للتشبيه لم يضرنا أنها نزلت لطالبها في الدنيا"٦.

القول بخلق القرآن:

جرى المؤلف في تفسيريه على مذهبه المذهب الأباضي في القول بأن كلام الله مخلوق, فقال في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى


١ سورة البقرة: من الآية ٥٥.
٢ صحة العبارة: بما وجب الإيمان به.
٣ سورة الأنعام: من الآية ١٠٣.
٤ هميان الزاد: ج٥ ص١٧٢ و١٧٣.
٥ سورة البقرة: من الآية ٥٥.
٦ تيسير التفسير ج١ ص٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>