للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} ١ الآية: "والقائلون هم السبعون الذين اختارهم موسى من قومه الذين لم يعبدوا العجل لميقات وقت لهم من خيارهم, أمره الله أن يأتي بهم إلى طور سيناء ليعتذروا ويطلبوا العفو عن عبادة العجل فأتى بهم وأمرهم أن يتطهروا ويطهروا ثيابهم ويصوموا وقالوا له: ادع الله أن يسمعنا كلامه فأسمعهم" إلى أن قال: "سمعوا كلام الله بأن خلق صوتا في أبدانهم أو في الهواء أو حيث شاء وفي أبدانهم وأسماعهم"٢.

بل قال ما هو أصرح من هذا في تفسير قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ٣، حيث قال: "النسخ دليل على أن القرآن حادث مخلوق، ولا نثبت الكلام النفسي فضلا عن أن يقال: التعبير من عوارض ما يتعلق به الكلام النفسي، وهي الأفعال، في الأمر والنهي، والنسب الخبرية في الخبر، وفي إثبات الكلام النفسي إثبات كون الله ظرفا ومتحيزا, وإن رجع ذلك إلى العلم لزم أن كل ما علمه قديم، والقرآن هو هذه الألفاظ لا غيرها"٤.

حقيقة الإيمان:

أفاض الشيخ أطفيش الحديث في تفسير قوله تعالى في وصف المتقين بـ {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} ٥، أفاض في الحديث عن الإيمان فكتب فيه من ص١٩٣ إلى ص٢١٠ أي: ما يقرب من ثماني عشرة صفحة ليس بوسعنا هنا نقلها بل أذكر ما يعطي صورة واضحة عن عقيدة المؤلف عن المذهب الأباضي.

بعد أن عرف الإيمان لغة قال: "والإيمان في الشرع يطلق تارة على التصديق بما علم بالضرورة أنه من دين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-


١ سورة البقرة: من الآية ٥٥.
٢ تيسير التفسير ج١ ص٨٠.
٣ سورة البقرة: من الآية ١٠٦.
٤ تيسير التفسير ج١ ص١٥١.
٥ سورة البقرة: من الآية ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>