للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "لكل آية ظهر وبطن, ولكل حرف حد, ولكل حد مطلع" وسبق ذكر القول الصحيح في هذا الحديث ونحوه.

٢- ما رواه البخاري عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم, فدعاه ذات يوم فأدخله معهم فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم. قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ؟ فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا, وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي: أكذلك تقول يابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره, إنه كان توابا، فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول"١.

٣- ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس أنه قال: "إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته, فمن أوغل فيه برفق نجا, ومن أخبر فيه بعنف هوى, أخبار وأمثال وحلال وحرام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن, فظهره التلاوة وبطنه التأويل فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء.

وما روي عن أبي الدرداء أنه قال: "لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يجعل للقرآن وجوها".

وما روي عن ابن مسعود أنه قال: "من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن".

قالوا: وهذا الذي قاله هؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر٢.


١ رواه البخاري، باب التفسير ج٦ ص٢٢١.
٢ انظر التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي ج٣ ص٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>