للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونختم حديثنا عن التفسير الإشاري بإيراد أقوال بعض العلماء في ذلك, فمنهم:

الزركشي في برهانه:

قال الزركشي في البرهان: "كلام الصوفية في تفسير القرآن قيل: إنه ليس بتفسير, وإنما هو معانٍ ومواجيد يجدونها عند التلاوة"١.

ابن الصلاح في فتاويه:

وقال ابن الصلاح في فتاويه, وقد سئل عن كلام الصوفية في القرآن: "وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير, فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر. قال ابن الصلاح وأنا أقول الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا, ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة من القرآن العظيم, فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية وإنما ذلك منهم تنظير لما ورد به القرآن, فإن النظير يذكر بالنظير". ثم قال: "ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك؛ لما فيه من الإبهام والإلباس"٢.

النسفي والتفتازاني:

قال النسفي في العقائد: "النصوص على ظواهرها والعدول عنها إلى معانٍ يدعيها أهل الباطل: إلحاد", وعلق التفتازاني في شرحه للعقائد على هذا بقوله:

"سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها, بل لها معانٍ لا يعرفها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية". قال: "وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها, ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف لأرباب السلوك يمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة, فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان"٣.


١ البرهان في علوم القرآن: بدر الدين الزركشي ج٢ ص١٧٠.
٢ فتاوي ابن الصلاح ص٢٩.
٣ العقائد النسفية وشرحها: سعد الدين التفتازاني ص١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>