للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقول: إن صاحب التفسير مع أنه صوفي فهو شيعي متطرف من الشيعة الإمامية الاثني عشرية نضرب مثلا من آرائه الشيعية المتطرفة:

الأئمة هم ورثة علم محمد صلى الله عليه وسلم:

قال المؤلف في مقدمة تفسيره: "إن عليا أول العشرة ووارث علم محمد -صلى الله عليه وسلم- وبعده الأحد عشر من ولده, وإن الحادي عشر منهم غائب قائم منتظر لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج, ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا, وإن هؤلاء الاثني عشر أئمته وشفعاؤه يوم القيامة"١.

وقال عن العترة: "إن العترة مبينون٢ القرآن, فالقرآن إمام صامت والعترة قرآن ناطق, وكما أن محبة العالم من العترة وتعظيمه والنظر إليه والجلوس عنده واستماع قوله والتدبر في أفعاله وأحواله وأخلاقه والتفكر في شئونه والتسليم له ولمتشابهات ما مسه٢ وتخلية بيت القلب لنزوله بملكوته فيه بملاحظة أنه حبل الله الممدود إلى الناس ومن غير عناد معه من أعظم العبادات"٣.

وعقد الفصل العاشر في مقدمته لتأكيد هذه الأمور السابقة, وجاء في هذا الفصل: "الفصل العاشر في أن علم القرآن بتمام مراتبه منحصر في محمد -صلى الله عليه وسلم- وأوصيائه الاثني عشر وليس لغيرهم إلا بقدر مقامه. قد مضى أن بطون القرآن وحقائقه كثيرة متعددة وأن بطنه الأعلى وحقيقته العليا هو محمدية محمد وعلوية علي وهو مقام المشيّة التي هي فوق الإمكان وكل نبي ووصي كان لا يتجاوز مقامه إلا مكان سوى محمد وأوصيائه ومن لم يبلغ إلى مقام المشية لا يعلم ما فيه ولا يبين من ذلك المقام شيئا إلى أن قال: "ولما كان مقام محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلي -عليه السلام- وأولاده المعصومين مقام المشية


١ بيان السعادة في مقامات العبادة: محمد حيدر ج١ ص٢.
٢ كذا وردت.
٣ بيان السعادة: محمد حيدر ج٢ ص٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>