للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان علم القرآن كله عندهم وكان علي هو من عنده علم الكتاب, كما في الآية بإضافة العلم إلى الكتاب المفيد للاستغراق"١.

تحريف القرآن:

ذكرنا في المنهج الشيعي لتفسير القرآن استفاضة الأخبار عن أئمتهم بوقوع التحريف في القرآن وهو ما يؤكده صاحب هذا التفسير محمد حيدر الخراساني, إذ جاء في مقدمة تفسيره وفي الفصل الحادي عشر منها قوله: "الفصل الثالث عشر في وقوع الزيادة والنقيصة والتقديم والتأخير والتحريف والتغيير في القرآن الذي بين أظهرنا٢ الذي أمرنا بتلاوته وامتثال أوامره ونواهيه ... إلخ". اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار "ع" بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد لا يقع٣ شك في صدور بعضها منهم, وتأويل الجميع بأن الزيادة والنقيصة والتغيير إنما هي في مدركاتهم من القرآن لا في لفظ القرآن كلفة، ولا يليق بالكاملين في مخاطباتهم العامة؛ لأن الكامل يخاطب بما فيه حظ العوام والخواص وصرف٤ للفظ من ظاهره من غير صارف وما توهموه صارفا من كونه مجموعا عندهم في زمن النبي وكانوا يحفظونه ويدرسونه وكان الأصحاب مهتمين بحفظه عن التغيير والتبديل, حتى إنهم ضبطوا قراءات القراء وكيفيات قراءاتهم, فالجواب عنه: أن كونه مجموعا غير مسلم, فإن القرآن نزل في مدة رسالته إلى آخر عمره نجوما. وقد استفاضت الأخبار بنزول بعض السور وبعض الآيات في العام الآخر, وما ورد من أنهم جمعوه بعد رحلته وأن عليا جلس في بيته مشتغلا بجمع القرآن أكثر من أن يمكن إنكاره, وكونهم يحفظونه ويدرسونه مسلم, لكن كان الحفظ والدرس فيما كان بأيديهم واهتمام الأصحاب بحفظه وحفظ قراءات القراء وكيفيات قراءاتهم كان


١ بيان السعادة: محمد حيدر ج١ ص١٠.
٢ لا أدري لِمَ عدل المؤلف عن وصفه بين أيدينا إلى بين أظهرنا, وقد ذم الله في كتابه الذين نبذوه وراء ظهورهم؟!
٣ هكذا بالنفي, وصحة سياق العبارة: لا يكاد يقع.
٤ علق المؤلف على هذا بأنه عطف على كلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>