للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد جمعه وترتيبه وكما كان الدواعي متوفرة في حفظه كذلك كانت متوفرة من المنافقين في تغييره, وما قيل: إنه لم يبق لنا حينئذ اعتماد عليه والحال أنا مأمورون بالاعتماد عليه واتباع أحكامه والتدبر في آياته وامتثال أوامره ونواهيه وإقامة حدوده وعرض الأخبار عليه لا يعتمد عليه في صرف مثل هذه الأخبار الكثيرة الدالة على التغيير والتحريف عن ظواهرها؛ لأن الاعتماد على هذا المكتوب ووجوب اتباعه وامتثال أوامره ونواهيه وإقامة حدوده وأحكامه إنما هي للأخبار الكثيرة الدالة على ما ذكر, لا للقطع بأن ما بين الدفتين هو الكتاب المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- من غير نقيصة, وزيادة, وتحريف فيه"١.

نزول القرآن بتمامه في الأئمة, وفي أعدائهم:

وعقد المؤلف الفصل الرابع عشر في أن القرآن نزل بتمامه في الأئمة الاثني عشر بوجه, ونزل فيهم وفي أعدائهم بوجه, ونزل أثلاثا: ثلث فيهم وفي أعدائهم، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام بوجه"٢.

هذه أمور ثلاثة حرصت على سياقها مستطردا؛ لأنها ما اجتمعت إلا في متطرفي الشيعة الاثني عشرية وهو ما أردت إثباته بادئ ذي بدء لهذا التفسير، ومن ثَمَّ ننطلق إلى مرادنا من هذا التفسير وهو التفسير الصوفي فيه.

المنهج الصوفي في تفسيره:

وأول ما يواجهنا في تفسيره من انتمائه إلى التفسير الإشاري قوله في مقدمة تفسيره: "وقد كان يظهر لي بعض الأحيان من إشارات الكتاب وتلويحات الأخبار لطائف ما كنت أجدها في كتاب ولا أسمعها من خطاب, فأردت أن أثبتها في وريقات, وأجعلها نحو تفسير للكتاب"٣.

وقد أغرق المؤلف تفسيره بكثرة التأويلات الصوفية والشطحات والمواجيد


١ بيان السعادة: محمد حيدر ج١ ص١٢.
٢ المصدر السابق: ج١ ص١٢.
٣ بيان السعادة: محمد حيدر ج١ ص٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>