الأول "العقدي" كفرقة مستقلة؛ لأنهم لم يأتوا بما يجعلهم ذوي عقيدة مستقلة تنفصل انفصالا كاملا عن أهل السنة والجماعة, وإن أتوا بما يميز فكرهم بعض التمييز ويجعل لهم اتجاها خاصا في سبيل الوصول إلى المعرفة.
أضف إلى هذا تلك الصبغة الاجتماعية التي يحلون بها تفسيرهم من العناية بالقضايا الاجتماعية وتطبيق الآيات القرآنية مباشرة على تلك القضايا والمجتمع الذي يعيشون فيه, مما كان له الأثر في إحداث الوعي بين مختلف الطبقات, فكان حقا أن يستقلوا باتجاه خاص من سماته العقلانية والاجتماعية، بغض النظر عن إصابة الحق أو الحيدة عنه.
٤- الاتجاه الأدبي:
وتحته:
١- المنهج البياني.
٢- منهج التذوق الأدبي للقرآن الكريم.
وهذا الاتجاه كالاتجاه الذي قبله جديد, من سمات هذا القرن الرابع عشر, وسنعرض إن شاء الله لبيان ذلك في موضعه.
٥- الاتجاه المنحرف:
وتحته مناهج:
١- المنهج الإلحادي.
٢- منهج المقصرين.
٣- اللون اللامنهجي.
وهذا الاتجاه فيه أوجه اتفاق وأوجه تجديد -وإن كان تجديدا إلى الأسوأ- مع المناهج القديمة. ذلكم أن الإلحاد موجود في القديم من التفاسير, لكنه كان يسير على مبادئ واحدة تجمعها عقيدة واحدة وإن كانت ضالة، أما الإلحاد في العصر الحديث فهو أضل؛ ذلكم أنه لا يلتزم أصلا حتى وإن كان باطلا يقوم عليه وإنما نزعات نفسية متأثرة بمطالب أو أهواء ورغبات خاصة تعرض لبعض المفسرين, فتظهر آثارها جلية في تفاسيرهم.