للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهذا فلا بأس -فيما أرى- من إيراد حقائق علمية ثابتة لا تقبل الشك عند تناول النص القرآني، مع إدراك معنى النص وفَهْمِه فهمًا سليمًا خاليًا من الشوائب والمؤثرات الخارجية، أو الميل به والانحراف لموافقة تلك الحقيقة العلمية، وهذا أيضًا كله مشروط بـ:

١- ألا تطغى تلك المباحث على المقصود الأول من القرآن؛ وهو الهداية والإعجاز.

٢- أن تذكر تلك العلوم لأجل تعميق الشعور الديني لدى المسلم والدفاع عن العقيدة ضد أعدائها.

٣- أن تذكر تلك الأبحاث على وجه يدفع المسلمين إلى النهضة، ويلفتهم إلى جلال القرآن، ويحركهم إلى الانتفاع بقوى هذا الكون الذي سخره الله لنا انتفاعًا يعيد للأمة الإسلامية مجدها١.

٤- ألا تذكر هذه الأبحاث على أنها هي التفسير الذي لا يدل النص القرآني على سواه؛ بل تذكر لتوسيع المدلول، وللاستشهاد بها على وجه لا يؤثر بطلانها فيما بعد على قداسة النص القرآني؛ ذلك أن تفسير النص القرآني بنظرية قابلة للتغيير والإبطال يثير الشكوك حول الحقائق القرآنية في أذهان الناس كلما تعرضت نظرية للرد أو البطلان٢.


١ مناهل العرفان في علوم القرآن: عبد العظيم الزرقاني ج١ ص٥٦٩، ٥٧٠.
٢ مجلة كلية أصول الدين، العدد الثاني ص٥٨، مقال: "نظرات في مدرسة التفسير الحديثة" للدكتور مصطفى مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>