للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشوكاني -رحمه الله تعالى- في تفسيره: "وقوله: {قُلْ هُوَ أَذًى} أي: قل هو شيء يتأذى به؛ أي: برائحته، والأذى كناية عن القذر، ويطلق على القول المكروه، ومنه قوله تعالى: {لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} ١، ومنه قوله تعالى: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} ٢" ٣.

وقال الإمام الطبري -رحمه الله تعالى-: "القول في تأويل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ أَذًى} يعني تعالى ذكره بذلك: قل لمن سألك من أصحابك يا محمد عن المحيض هو أذى، والأذى هو ما يؤذى به من مكروه فيه، وهو في هذا الموضع يُسمى أذى لنتن ريحه وقذره ونجاسته، وهو جامع لمعانٍ شتى من خلال الأذى غير واحدة"٤.

أما أصحاب التفسير العلمي الحديث فبينوا أضرار الجماع وقت الحيض الطبية؛ فقال الأستاذ أحمد محمود سليمان في تفسيرها:

إنه والله لتشريع حكيم يدعو إليه الطب الحديث والذوق السليم والخُلُق القويم؛ فالمحيض الذي يشمل العادة الشهرية والأنزفة الرحمية والدم الناتج عن الولادة والإجهاض فوق أنه كريه الرائحة منفر، فإنه يحمل أذى كبيرًا وشرًّا مستطيرًا للزوجين على السواء.

إنه يعرض الرجل لالتهاب مجرى البول إذا ما تسرب بعض دم الحيض الفاسد إليه حاملًا معه جراثيم الأمراض، ولا يقتصر أذاه للرجل على ذلك، فلو فرض ووجد عند المرأة مثلًا عدوى وراثية بالزهري؛ فإنها لا تظهر في الأحوال العادية؛ لأن العدوى تكون كامنة، أما دم الحيض فربما وُجد به بعض الجراثيم مما قد يتسبب عنه عدوى الرجل.

هذا هو ضرره للرجال: التهاب في مجرى البول، وتعرض لمرض الزهري، من مرض قد يكون كامنًا.


١ سورة البقرة: من الآية ٢٦٤.
٢ سورة الأحزاب: من الآية ٤٨.
٣ فتح القدير: الشوكاني ج١ ص٢٢٥.
٤ جامع البيان: الإمام الطبري ج٢ ص٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>