للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقة لم تتوصل إليها البشرة علميًّا إلا بعد أن صَعِدَ الإنسان فعلًا غلى طبقات الجو العليا"١.

سابعًا: قوله تعالى {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ} ٢

قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "أي: وجعل بينهما برزخًا؛ وهو الحاجز من الأرض؛ لئلا يبغي هذا على هذا وهذا على هذا؛ فيُفسد كل واحد منهما الآخر، ويُزيله عن صفته التي هي مقصودة منه"٣.

أما التفسير العلمي فيستدل الأستاذ يعقوب يوسف بما نشرت بعثة السيرجون أمري مع بعثة الجامعة المصرية وخفر السواحل لدرس أعماق البحر الأحمر والمحيط الهندي في جنوب عدن، بعض الملاحظات التي تستدعي النظر، ومما جاء في "مجلة الفتح ٣٥٤" أن البعثة وجدت المياه في خليج العقبة تختلف في خواصها وتركيبها الطبيعية والكيميائية عن المياه في البحر الأحمر، وحققت البعثة -بواسطة قياس الأعماق- وجود حاجز مغمور عند مجمع البحرين، يبلغ ارتفاعه أكثر من ألف متر، وتبعد قيمته نحو ثلاثمائة متر عن سطح البحر.

وذكر أيضًا أن هذه النتيجة تماثل ما وصلت إليه السفينة "مباحث": أن مياه المحيط الهندي تختلف في خواصها عن مياه البحر الأحمر، ويعلل ذلك بوجود الحاجز المغمور عند ملتقى كل بحرين، ثم قال: "هذه الحقيقة الرائعة التي تثبتها الأرقام الموجودة في خزائن كلية العلوم بالجامعة المصرية وفي خزائن جامعة كمبردج التي وصلت إليها "البعثة المذكورة" بعد أن زودت بأحدث الآلات العلمية، وتدرعت بجنود من العلم، أنزلها الله في قرآنه منذ ١٣ قرنًا٤.

والذي يظهر لي أن ما ذكره الأستاذ يعقوب -إن صح- لا يسمى حاجزًا


١ القرآن الكريم وعلوم الغلاف الجوي: محمد عفيفي الشيخ ص٨٧.
٢ سورة الرحمن: الآيتين ١٩، ٢٠.
٣ تفسير ابن كثير: ج٤ ص٢٩٠.
٤ لفتات علمية من القرآن: يعقوب يوسف ص٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>