للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي نهاية المحاضرة عرض الشيخ عبد المجيد صورًا للبرزج والحجر أُخذت عن طريق سفن الفضاء وقال: "هذا الأزرق الخفيف هو الحجر هو المصب، فهذا الحاجز هو الحاجر بين النهر والبحر، {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} البرزخ هذا الحاجز الذي يفصل بين الماءين والحجر هو المصب".

هذا ما قاله الشيخ عبد المجيد في هذا الحاجز "البرزخ"، ولا يرد عليه ما أوردناه على ما ذكره الأستاذ يعقوب، الذي وصف الحاجز بأنه حاجز مغمور يبلغ ارتفاعه أكثر من ألف متر، وتبعد قمته نحو ثلاثمائة متر عن سطح البحر؛ حيث وصفه الشيخ عبد المجيد بأنه ليس ثابتًا؛ بل هو مارج مضطرب يذهب ويؤب يدخل ماء المحيط في البحر من غير أن يختلط، ثم يعود إلى الوراء، وفي طريق عودته يدخل معه ماء البحر ومن غير أن يختلط أيضًا، ثم يعود إلى الوراء، وهكذا من غير أن يحدث اختلاط بين الماءين، بقي أن أقول: وفوق كل ذي علم عليم.

ثامنًا: قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون} ١

قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله، يرجون نصرهم ورزقهم، ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووَهْنِه، فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت؛ فإنه لا يجدي عنه شيئًا"٢.

وأما التفسير العلمي فساقه الأستاذ يوسف مروة حيث يقول: "كشف بعض علماء الحشرات الألمان عن أن بعض العناكب تنسج خيوطًا دقيقة جدًّا؛ إذ إنها تنسج بيتها من خيوط، كل خيط منها مؤلف من أربعة خيوط أدق منه، وكل واحد من هذه الخيوط الأربعة مؤلف من ألف خيط، وكل واحد من


١ سورة العنكبوت: الآية ٤١.
٢ تفسير ابن كثير: ج٣ ص٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>