للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ، هناك لم يذكر هذا عذب وهذا ملح، قال البحرين".

ثم قال: " {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} فدل على أنهما بخصائص متقاربة وأنهما مالحان، ثم لما ذكر العذب والمالح قال: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} .

قال: {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} زيادة {وَحِجْرًا مَحْجُورًا} على الآية التي هناك، هناك تقول: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَان} لكن هنا تقول: {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} ، القرآن لا يقول لغوًا، كلام الله الحكيم الحرف فيه لي معنى. فما هذا المعنى ما هو هذا الشيء؟

ذهبت أسأل أساتذة علوم البحار في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز: يا أخوة الله، يقول بين الأنهار والبحار برزخ وحجر؟ قالوا: أما البرزخ موجود؛ فهناك برزخ يحجز بين ماء النهر وماء البحر، هذه مسألة واضحة وصورها عندنا وسترون الصورة بأعينكم، البرزخ موجود قلنا: طيب، وحجر ما هو الحجر؟ الحجر في لغة العرب هو الشيء الذي يمنع به أشياء؛ ولذلك هذه ارض محجورة؛ أي: يسمح فيها لبعض الحيوانات أو لبعض الناس وتحجر عن غيرهم، قالوا: هو هذا الموجود بين البحر والنهر، هناك شيء اسمه المصب، مياه المصب هذه ندرسها دراسة مستقلة؛ لأن لها خصائص مستقلة؛ لأنها ليست من ماء البحر وليست من ماء النهر، لها خصائص مشتركة بين ماء البحر وبين ماء النهر لا هي عذبة ولا هي مالحة وإنما وسط.

قالوا: أبرز صفات مياه المصبات أنها أغنى المناطق في العالم بالأسماك؛ ولكن أسماك مخصوصة بالمصب، وماء المصب ومنطقة المصب أرض محجورة على نوع أسماك البحر ومجموع أسماك النهر، فممنوع الدخول من أسماك النهر ومن أسماك البحر، محجورة على بعض الأنواع فقط، لا يعيش فيها إلا أنواع مخصوصة فقط، أما باقي الكائنات الحية فهي ممنوعة محجورة؛ إذًا فهذا معنى {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} ١.


١ محاضرة للشيخ عبد المجيد الزنداني في موسم حج ١٤٠٤ بعنوان: "آيات الله تعالى في الأنفس والآفاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>