وذكر أن أظهر ما اختص به هنا جانبان؛ الأول: تفسيره لآيات القرآن الكريم تفسيرًا لفظيًّا مختصرًا، باستطاعة القارئ للتفسير أن يتعرف على هذه المعاني دون متابعة البحوث المستفيضة، والثاني: أنه يقسم السورة إلى أجزاء متعددة، يتناولها جزءًا جزءًا١.
هذه بعض آراء العلماء المعاصرين في هذا التفسير.
رأيي في هذا التفسير:
وإن كان لي من رأي في هذا التفسير فهو لا يخرج عمَّا ذكرت من الآراء فيه؛ لكن يجب أن أنبه إلى ملاحظة تمر هنا وتمر في مواضع أخرى: إني وأولئك العلماء الأفاضل الذين ذكرت رأيهم في تفسير الجواهر كلنا ندرس ونحكم على التفسير لا على صاحبه.
وعلى هذا فإني أرى بغض النظر عن حسن الظن بالمؤلف -مع حسنه عندي- أن تفسيره خاطئ، انحرف عن جادة الصواب في تفسير القرآن الكريم انحرافًا لا يقبله ذو الذوق السليم، فضلًا عن الخبير بشروط التفسير.
ولا شك أن تحميل هذه النصوص القرآنية ما لا تحتمل، وإدخال العلوم والنظريات التي لم يستقر قرارها، والصور الشمسية للبشر والحيوانات بين ثنايا صفحات التفسير، وتلك الأوهام والخرافات التي يتخيلها في خياله الواسع حتى يتمثل أشخاص الخيال ذات أجساد واقفة أمامه، وينسلخ حينًا من عالم الأجساد إلى ما يسميه عالم الأرواح، وإدخاله تلك المنامات التي يراها في منامه، أو تلك الأوهام التي يسميها إلهامًا، كل هذا وذاك لا يُقبل في تفسير القرآن الكريم.
فعلينا -وإن أحسنا الظن به- أن نعلن ونحذر من هذا التفسير وأمثاله، ولو كان كتبها مستقلة عن آيات القرآن الكريم لكان له وجه من القبول، أما والحالة هذه فإني لا أرى له وجهًا.