للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعذرا إذا ما استطردت بعض الاستطراد في بيان هذا, إذ إن كثيرا من الفرق يقوم انحرافها على التأويلات الباطنية, فلزم أن أفصل مذهب أهل السنة في ذلك.

الإمامة:

إن الإمامة فرض واجب على الأمة لأجل إقامة الإمام، ينصب لهم القضاة والأمناء ويضبط ثغورهم ويغزي جيوشهم ويقسم الفيء بينهم وينتصف لمظلومهم من ظالمهم, وبالجملة١ يقيم شأن الدولة بجميع مرافقها.

ويرون أن طريق عقد الإمامة للإمام في هذه الأمة الاختيار بالاجتهاد. وقالوا: ليس من النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على إمامة واحد بعينه٢ نصا صريحا ويثبتون الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة, ثم لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثم لعثمان -رضي الله عنه- ثم لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون٣.

وقالوا: لا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا, ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية, وندعو لهم بالصلاح والمعافاة، والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة, لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما٤، والرافضة أخسر الناس صفقة في هذه المسألة؛ لأنهم جعلوا الإمام المعصوم هو الإمام المعدوم الذي لم ينفعهم في دين ولا دنيا!! فإنهم يدعون أنه الإمام المنتظر محمد بن الحسن العسكري٥.

هذا مجمل عقيدتهم في الإمامة.


١ الفرق بين الفرق: عبد القاهر البغدادي ص٣٤٠.
٢ المرجع السابق ص٣٤٠.
٣ العقيدة الطحاوية ص٥٧.
٤ العقيدة الطحاوية ص٤٧-٤٨.
٥ شرح الطحاوية: ت جماعة من العلماء ص٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>