للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العصمة:

ويعتقدون أن الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وتعالى وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة بخلاف غير الأنبياء فإنهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء ولو كانوا أولياء لله١.

وقد سئل ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عمن ادعى العصمة لغير نبي فقال: "فإن الرافضة ادعت ذلك فيمن لا شك في إيمانه وتقواه، بل فيمن لا يشك أنه من أهل الجنة, كعلي والحسن والحسين -رضي الله عنهم- ومع هذا فقد اتفق أهل العلم والإيمان على أن هذا القول من أفسد الأقوال وأنه من أقوال أهل الإفك والبهتان, فإن العصمة في ذلك ليست لغير الأنبياء -عليهم السلام-" ثم قال: "والمقصود أن من ادعى عصمة هؤلاء السادة المشهود لهم بالإيمان والتقوى والجنة هو في غاية الضلال والجهالة, ولم يقل هذا القول من له في الأمة لسان صدق، بل ولا من له عقل محمود"٢.

المهدي:

والمهدي حق, قال السيوطي, رحمه الله تعالى: "قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السحري: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي وأنه من أهل بيته وأنه سيملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلا وأنه يخرج مع عيسى -عليه السلام- فيساعده على قتل الدجال بباب لدّ بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه٣, وحكى التواتر أيضا محمد بن رسول الحسيني في كتابه: الإشاعة لأشراط الساعة٤، وحكاه ابن قيم الجوزية في: المنار المنيف في الصحيح والضعيف٥.


١ مجموع فتاوى ابن تيمية: جمع عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد ج١٠ ص٢٨٩-٢٩٠.
٢ مجموع فتاوى ابن تيمية: ج٣٥ ص١٢٠ و١٢٦.
٣ الحاوي للفتاوي: الإمام السيوطي ج٢ ص١٦٥-١٦٦.
٤ الإشاعة لأشراط الساعة: محمد بن رسول الحسيني ص١١٢.
٥ المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ابن قيم الجوزية ص١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>