للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزوج البهيج:

ومن الباب الثالث الخاص بذكر النباتات فسر قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} ١ بقوله:

"قال تعالى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} إشارة إلى ما تقطف ثماره ويثمر من غير زراعة في كل سنة، وإلى ما يزرع ويقطف في كل سنة؛ فكأنه تعالى خلق ما يقطف كل سنة ويزرع، وما لا يزرع كل سنة ويقطف مع بقاء أصلهما، ولولا التأبير العام في النبات لم يثمر، فالله تعالى هو الذي قدَّر ذلك لذلك؛ فجعل أعضاء التناسل منضودة بالطلع فوق بعضه، وجعل الأكمام وقاية لها ونعمة للعباد.

وقوله تعالى: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} المراد بالبهيج: الحسن، فالأكمام مركب كل منها من النوار؛ أي: الزهر المسمى بالتويج والكأس، وفيه مباحث:

"المبحث الأول في الغلافات الزهرية": الأعضاء -التي تقدم الكلام عليها- محيطة بغلافين؛ هما: الزهر والتويج، فالغلاف الزهري يسمى بسيطًا إذا لم يكن مكونًا إلا من غلاف زهري واحد، ويسمى مزدوجًا إذا كان مكونًا من الكأس والتويج، ومتى كان الغلاف الزهري بسيطًا فالغلاف الذي يفقد هو التويج دائمًا؛ لأن النباتيين يسمون الغلاف الموجود بالكأس على أي حال كان لونه وشكله وقوامه؛ وحيث إنه لا يوجد للنباتات ذات الفلقة الواحدة إلا غلاف بسيط واحد يمكن أن يقال: إن النباتات المذكورة عديمة النوار -أي: التويج- ومع ذلك فقد يتفق أحيانًا أن النباتات ذات الفلقة الواحدة يظهر أن لها غلافين زهريين؛ لأن التقاسيم المكونة لغلافها تكون على هيئة حراشيف صغيرة موضوعة صفين، تنشأ من الجزء الظاهر للذنيب الزهري.

"المبحث الثاني في التويج": التويج: الغِلاف الزهري الأكثر قربًا من أعضاء التناسل، وقوامه رخو، ولونه مختلف جدًّا، وفي بعض الأحيان تكون له ألوان جميلة بهية، ومكثه قليل للغاية جدًّا، وغالبًا يزول متى ابتسم الزهر. وفيه أمور:


١ سورة ق: من الآية ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>