للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الطريف أن الأستاذ عبد الرزاق نوفل -رحمه الله تعالى- يحذِّر من تفسير القرآن الكريم بأكمله تفسيرًا علميًّا، ويعد هذا من أخطر ما يمكن على التفسير، وعلل ذلك بأنه لا يمكن للفرد -مهما كانت طاقته ودرجة علمه- القيام بتفسير آيات القرآن كلها، فكيف يلم الإنسان منفردًا بكل ما تضمنه القرآن من علوم وإعجاز إلمامًا يجعله على درجة من العلم تمكِّنه من القيام بهذا العمل الضخم الجليل الخطير؟ ١، ولعله -رحمه الله تعالى- يرمز إلى الشيخ طنطاوي جوهري رحمه الله تعالى.

مع أن كتبه -ما ذكرنا منها وما لم نذكر- تطفح بالتفسير العلمي المحمود منه والمذموم، ومؤلفاته مليئة بالتفسير بالنظريات العلمية التي لم يستقر قرارها بعد، وسنعرض هنا لواحد من مؤلفاته.

ثانيًا: الكتاب

هو الإعجاز العددي للقرآن الكريم، ويقع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، ولم يكن المؤلف عند إصداره الجزء الأول يقدر إصدار جزء ثانٍ؛ وإنما خطر له ذلك بعد صدور أوله. وتبلغ صفحات الكتاب بأجزائه الثلاثة ٥٢٤ صفحة من الحجم الوسط.

ودراسة الأعداد في القرآن الكريم ظاهرة برزت في العصر الحديث سريعًا؛ فكتب عن العدد ١٩، ثم أدخل ما يسمى بـ"الكمبيوتر"؛ أي: الحاسب الآلي، وظهرت أعداد أخرى وأخرى.

ولن نعرض لهذه الدراسات المتشعبة؛ حتى لا يتشتت الذهن هنا، ونكتفي بذكر عنوان لمقالة نشرها الدكتور محمد أحمد أبو فراخ عنوانها: "بدعة الإعجاز الحسابي".

أما موضع بحثنا هنا -أعني: كتاب الأستاذ عبد الرزاق نوفل- فليس المقام هنا مقام دراسة موسعة؛ بل هو إشارة سريعة ليس إلا، وإذا كان الأمر كذلك


١ بين الدين والعلم: عبد الرزاق نوفل ص٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>