للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هنا؟ بل أين الاستعاذة من إبليس هنا؟ في الأولى استعاذ بالله من الجهل، وفي الثانية استعاذ به سبحانه من أن يسأل الله ما ليس له به علم، وفي الثالثة استعاذت بالله ممن تمثل لها بشرًا سويًّا قبل أن تعرفه.

وعلى هذا كله لا يستقيم له الأمر فيما ذكر؛ ولهذا يبدو التكلف واضحًا بينًا.

خذ مثالًا آخر، قال: ورد اليوم مفردًا ٣٦٥ مرة بعدد أيام السنة١، وإذا ما نظرنا فيما جمع وجدناه لفظي "اليوم" و"يومًا" وترك "يومكم"، "يومهم"، "يومئذ"؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب والعد.

والأدعى من ذلك والأخطر أنه أدَّى به إلى أمر لا يُرتضَى ولا يصح بحال من الأحوال.

فقد أراد أن يظهر اتفاق عدد ذكر الرسل والأنبياء وعدد ذكر أسمائهم في القرآن؛ فقال: "بلغ عدد مرات ذكر الرسل ومشتقاتها في القرآن الكريم ٣٦٨ مرة ... ولما كان النبي قد تكرر ٧٥ مرة، والبشير تكرر ١٨ مرة، والنذير تكرر ٥٧مرة، ومجموع ذلك ٥١٨"، ذكر أنه باستعراض عدد مرات ذكر أسماء الرسل والأنبياء والمبشرين والمنذرين نجد أنهم تكرروا بالأعداد التالية:

"موسى ١٣٦"، "إبراهيم ٦٩"، "نوح ٤٣"، "يوسف ٢٧"، "لوط ٢٧"، "عيسى ٢٥"، وهكذا إلى أن ذكر: "ناقة الله ٧"!!

وبهذا فقط تساوى مجموع ذكر الرسل والنبيين والمبشرين والمنذرين بعدد مرات ذكر أسمائهم تمامًا٢؟!

ولا شك أن عدَّه لناقة الله مع أسماء الأنباء تمحل لا يُقبل منه ولا من غيره أبدًا، وما ألجأه إلى ذلك في هذا الموضع وفي مواضع أخرى كثيرة إلا الفتنة بحب الجديد على العقول والأذهان.


١ الإعجاز العددي للقرآن الكريم: عبد الرزاق نوفل ج٣ ص١٦٨، ١٦٩.
٢ الإعجاز العددي في القرآن الكريم: عبد الرزاق نوفل ج٣ ص١٤٩-١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>