للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه ما أورده الشيخ عبد القادر المغربي في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} ١، قال: "ويُروى أنه صلى الله عليه وسلم أمر وفد ثقيف بالصلاة فقالوا: "لا ننحني؛ فإنها سبة لنا فقال صلى الله عليه وسلم: "لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود" ٢، على أن الإسلام إنما جاء لترويض النفوس العاتية وتذليل أَنَفَتِها"٣.

ومن الثالث تفسير أحمد مصطفى المراغي لقوله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} ٤ بقوله: "وكلمة التقوى هي لا إله إلا الله"٥، وهو تفسير ورد فيما أخرجه الترمذي وابن جرير عن أُبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله"؛ لكن الشيخ المراغي لم يشر إلى الحديث.

ومن الرابع وهو كثير في تفسيرهم؛ حيث ردوا كثيرًا من السنة النبوية الطاهرة التي تفسر بعض آيات القرآن الكريم أو تتعلق به، لم يردوها لضعف في سندها أو لمخالفة ما هو معلوم من الشريعة؛ وإنما فعلوا ذلك لأنها لا تتفق مع ما ذهبوا إليه في تفسير الآية؛ فردوا أحاديث صحيحة رواها البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث.

فمن ذلك ما ورد في السنة عن الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري -رحمه الله- عنه أنس -رضي الله عنه- قال: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: "أتيت على نهر حافتاه قباب الؤلؤ مجوفًا، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر" ٦، وأخرج أحمد


١ سورة المرسلات: الآية ٤٨.
٢ رواه الإمام أحمد ج٤ ص٢١٨، وأبو داود كتاب الخراج ج٣ ص١٦٣، وكلاهما وراه بلفظ: "لا خير في دين ليس فيه ركوع".
٣ تفسير جزء تبارك: عبد القادر المغربي ص١٣٥، ١٣٦.
٤ سورة الفتح: من الآية ٢٦.
٥ تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي ج٢٦ ص١٠٩.
٦ صحيح البخاري، كتاب التفسير {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ج٦ ص٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>