للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المن على بني إسرائيل، كما رواه ابن جرير عن ابن عباس"١.

ومنه ما قاله أيضًا في تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ} ٢، قال: "وقد كان العلماء قديمًا يعلمون تخلخل الهواء في الطبقات العالية في الجو، وهي نظرية لم تدرس في العلوم الطبيعية إلا حديثًا، فقد أُثِرَ عن كعب الأحبار أنه قال: إن الطير يرتفع في الجو اثني عشر ميلًا، ولا يرتفع فوق ذلك"٣.

ومنه ما قاله الشيخ عبد القادر المغربي في تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} ٤، حيث قال: "وجاء في كتب الأوائل أن في زمن "أنوش بن شيث بن آدم" ابتدأت عبادة الأوثان، وجعل الناس يسمون المخلوقات آلهة، فكان أنوش يجمع أهل بيته وذويه للصلاة والتسبيح وعبادة الله وحده، وفي زمن إدريس -عليه السلام- وهو "أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش - كثر النفاق، وانغمس الناس في الآثام؛ فأنزل عليه وحي في سفر هو صحف إدريس المشهورة، ولم يبقَ من ذلك السفر سوى فِقْرَةٍ، يقولون: إنها وجدت في أطواء بعض الكتب المقدسة"٥.

هذا هو النوع الأول من وقوعهم في الإسرائيليات، ينقلون منها ما نقله السابقون، أما النوع الثاني وهو نقلهم ما يخالف النص القرآني من غير تكذيب له؛ فمنه ما نقله الشيخ عبد القادر المغربي في تفسيره لسورة نوح -عليه السلام- حيث قال: "وذكر في الأسفار القديمة أن نوحًا ولد لسنة ١٨٢ من عمر أبيه "لامك" ولسنة ١٠٥٦ لجده الأكبر آدم -عليه السلام- ومعنى نوح: الراحة والتعزية. وكان عمر نوح ٥٠٠ سنة لما أخذ يلد أولاده: سامًا وحامًا ويافث، وكان


١ تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي ج٧ ص٥٩.
٢ سورة النحل: من الآية ٧٩.
٣ تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي ج١٤ ص١١٩.
٤ سورة نوح: من الآية الأولى.
٥ تفسير جزء تبارك: عبد القادر المغربي ص٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>