للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صدر هذا التفسير في اثني عشر مجلدًا متوسطة الحجم، وقد وصل فيه التفسير إلى نهاية الآية ٥٢ من سورة يوسف، وكان السيد رشيد رضا قد تُوفي عند تفسير الآية ١٠١ من السورة نفسها.

وجاء من بعده الأستاذ محمد بهجت البيطار، فضم تفسير السورة بعضه إلى بعض وأكمل تفسيرها، وأصدر ذلك كله في كتيب واحد باسم السيد محمد رشيد رضا وعنوانه: "تفسير سورة يوسف عليه السلام"، وصدرت طبعته الأولى سنة ١٣٥٥، وتبلغ صفحاته ١٥٧ صفحة.

نماذج من التفسير:

وأيها نذكر؟ وأيها ندع؟ والتفسير مليء بالأمثلة في موضوعات شتى، منها ما هو محمود، ومنها ما هو سواه، ونحن حين نورد ما نورد من أمثلة لا نقصد الأخير قصدًا، ولا ما قبله عمدًا؛ فليس حمد تفسيرهم ولا ذمه مرادنا؛ وإنما هو العرض، فإن كان غالبه من هذا أو ذاك فما قصدناه؛ وإنما اخترنا مواضيع حرصنا على تنوعها، وأوردنا فيها أمثلة حرصنا على بيانها ... فمن ذلك:

أولًا: الخوارق والمعجزات:

وأمر الخوارق قديم، وما يزال الحديث عنها بين مثبت ومنكر، وبين مثبت لحجيتها ومنكر لها.

ولا شك أن المعجزات حجة للرجل، لا ينكر هذا إلا خاضع لهوى أو جاهل؛ ولذلك توعَّد الله سبحانه مَن يكفر بعدها بالعذاب الشديد، فحين طلب الحواريون من عيسى -عليه السلام- أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء أحس -عليه السلام- بعاقبتها فقال: {اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، وحين أصروا قال الله: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} ١.

ولأنها حجة وصفها موسى -عليه السلام- بأنها {شَيْءٍ مُبِين} حين أراد


١ انظر: سورة المائدة: الآية ١١٢-١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>