للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَة} ١.

على أن أكثر استعماله القرآني: في تجاوز الحد في العصيان والكفر وهو المعنى القريب في آيات ذكرت المؤلفة عددًا منها، ثم قالت: كما جاء بمعنى تجاوز الحد في التجبر والعتو والظلم في آيات"٢.

وهي كما ترى حددت المعنى أولًا، ثم استقرأت الآيات ثانيا ووصلت بها إلى أن أكثر استعماله القرآني في تجاوز الحد وهو ما ذكرته أولًا فبدا عملها لا مبرر له.

ومثلا آخر تفسير الشَّدّ حيث قالت في: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد} ٣:

"الأصل في الشد قوة العقد والوثاق والإحكام ماديا كما في آية محمد: ٤، ومعنويا في مثل آيات: يونس: ٨٨، الدهر: ٢٨، طه: ٣١، القصص: ٣٥، ص: ٢٠ كما يعبر القرآن عن بلوغ الرشد والقوة بصيغة بلغ، أو يبلغ أشده في مثل آيات: الأنعام: ١٥٢، الإسراء: ٣٤، يوسف: ٢٢، القصص: ١٤، غافر: ٦٧، الأحقاف: ١٥، الكهف: ٨٢، الحج: ٥.

أما صيغة شديد فجاءت في القرآن في نحو أربعين موضعا٤.

وهي هنا أيضا -كما ترى- قدمت تحديد المعنى على الاستقراء وهو خلاف الأصل في هذا المنهج، لكنها والحق يقال كثيرا ما تلتزم الأصل في ذلك.

ثالثها- اعتدادها الشديد باستقرائها:

وظهر هذا بصور متعددة وأنماط مختلفة منها:

١- أنها تتيه بما توصلت إليه من معنى لكلمة قرآنية على المفسرين وأنها لم تقرأ لأحد منهم مثل هذا، وكثيرا ما تفعل هي ذلك.


١ سورة الحاقة: ٥.
٢ التفسير البياني: د/ عائشة عبد الرحمن ج١ ص١٢٨.
٣ سورة العاديات: ٨.
٤ التفسير البياني: د/ عائشة عبد الرحمن ج١ ص١٦٢-١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>