للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبق عصرها لم يصل إلى الحق حتى قالته واقرأ معي قولها: "ولكن هذا المعنى المتعين، هو الوحيد الذي لم يذكره المفسرون -فيما قرأت- وهم يعدون كل ما يمكن أن يقال في تفسير "النعيم" ويذكرون فيه ذلك الحشد المختلط إلا نعيم الآخرة الذي يصر القرآن على تخصيص لفظ النعيم به، والذي يجب أن يحتكم وحده في توجيه آية التكاثر"١.

والحق أن المفسر القديم كان أكثر حيطة منها حين وضع في اعتباره أن التفسير قول على الله وخشي دائما القطع بقول لا يعلم أنه مراد الله من قوله، فلم يكن يجرؤ على الجزم بتأويل واحد -يكون ما عداه خطأ- ما لم يرد في ذلك نص صريح وإنما فهم أن النص الذي يقبل التأويل هو طائفة من الإمكانات وقد يرجح بعضها مستعينا في ذلك بالسياق العام للنص، ولكنه لم يجزم بمعنى واحد يخطئ ما سواه كما فعلت الباحثة"٢، ولا يمكن -كما يقول الدكتور عفت الشرقاوي- أن يبلغ اعتزاز المفسر المنصف برأيه حدًّا يجعله يخطِّئ بصرامة وَحِدَّةٍ آراءَ الآخرين أمام هذا النص، إلا إذا كان صاحب نحلة أو هوى خاص"٣.

رابعها: اعتدادها بنفسها إلى درجة أنها تذكر أقوالهم مقابل قولها فتقول مثلا: لا نستطيع أن نطمئن إلى تفسير "النازعات" بما اطمأن إليه أكثر المفسرين ... "٤ وكان الأولى أن تذكر رأيها بغير هذه الصيغة، وتقول في موضع آخر: "ونتفق مع المفسرين في ... "٥ وقالت: "ولا حاجة بنا بعد هذا إلى الوقوف عندما قاله بعض المفسرين في ... "٦.

وقالت: "لكن المفسرين أجمعوا على ... إلى أن تقول: وعندي ...


١ المرجع السابق: ج١ ص٢٢٣.
٢ اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر: د/ محمد إبراهيم شريف، ص٦٠٧.
٣ اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث: د/ عفت الشرقاوي، ص٣١٨.
٤، ٥، ٦ التفسير البياني: د/ عائشة عبد الرحمن وهي حسب الترتيب ج١ ص١٠٨، ١١٣، ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>