قال الفراء في قوله:{هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} هذا الرجل من أهل الجنة كان له أخ من أهل الكفر وأحب أن يرى مكانه، فيأذن الله له، فيطلع إليه في النار ويخاطبه، فإذا رآه قال:{تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}[الصافات: ٥٦] ، قال: وفي حرف عبد الله (لتغوين) ولولا رحمة ربي {لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[الصافات: ٥٧] معك في النار.
والعامل في قوله:{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا}[الصافات: ٥٣] مضمر، كأنه قال: ندان ونجازى إنا لمدينون، ولا يجوز أن يعمل فيه {لَمَدِينُونَ}[الصافات: ٥٣] ؛ لأن الاستفهام لا يعمل ما بعده فيما قبله.
ويقال: مت ومت، وكان القياس أن يقول من يقول:(مت)(أمات) إلا أنه جاء (فعل يفعل) ومثله: دمت أدوم وفضل يفضل، وقد حكى الكسائي: مت تمات ودمت تدام على القياس، كما تقول: خفت أخاف ونمت أنام.
الألف في قوله:{أَذَلِكَ خَيْرٌ} ألف تبكيت وتقريع، وشجرة الزقوم: هي الشجرة الملعونة في القرآن، وكانت فتنتهم بها أن أبا جهل قال: النار تأكر الشجر، فكيف ينبت فيها الشجر!! وللعلماء عن هذا جوابان:
أحدهما: أنها شجرة من النار.
والثاني: أنها من جوهر لا تأكله النار، وقد استقصيت شرح هذا في سورة بني إسرائيل، وذكر ابن إسحاق أن أبا جهل لما سمع {شَجَرَةُ الزَّقُّومِ} قال: أتعلمون ما