قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي {بِضَنِينٍ} بالظاء، وقرأ الباقون بالضاد، وكذلك هو في المصحف. فمن قرأ بالظاء فمعناه: متهم، ومن قرأ بالضاد معناه: بخيل، والقراءة بالضاد أجود، لا يقال: اتهمته على كذا، وإنما يقال اتهمته بكذا، ومجاز القراءة بالظاء أنه وضع {عَلَى} موضع الباء.
قال الفراء: العرب تقول: إلى أين تذهب، وأين تذهب، ويقولون: ذهبت الشام، وخرجت الشام، وذهب السوق، وانطلقت السوق، سمعناه في هذه الثلاثة الأحرف (خرجت وذهبت وانطلقت) ، وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: (انطلق بنا الغور) بالنصب، وأنشد الفراء:
تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا وأي الأرض تذهب للصياح
يريد: إلى أي الأرض. ولم يحك سيبويه من هذا إلا: ذهبت الشام، وعلى هذا جاء قوله:{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} ، معناه: فإلى أين تذهبون، وقيل المعنى: فأين تذهبون عن الحق الذي قد ظهر أمره إلا إلى الضلال.