والسابع عن ابن مسعود، وهو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد.
والثامن: يروى عن أبي هريرة قال: ليلتين على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد، وقرأ:{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} إلى قوله: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}[هود: ١٠٦-١٠٧] .
والتاسع عن الحسن، قال: لو لبثوا في النار كعدد رمل عالج لكان لهم يوم يستريحون فيه، وهذا قول ثان له.
والعاشر: أن قوله: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} يعود إلى ذكر الأرض، كأنه لما قال:{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا}[النبأ: ٦] . قال:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} ، ولا يمتنع مثل هذا وإن تقدم في صدر الآية ذكر الطاغين، وجاء بعد ذلك:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا} ؛ لأن العرب تفعل مثل ذلك، قال الله تعالى:{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ}[الفتح: ٩] ، والتسبيح لله تعالى، والتعزيز والتوقير للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ويروى أن ابن كيسان أو غيره من العلماء سئل عن قوله:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} فلم يجاوب إلا بعد عشرين سنة، فقال في الجواب: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا} فإذا انقضت هذه الأحقاب التي عذبوا فيها بمنع البرد والشراب بدلوا بأحقاب أخر فيها صنوف من العذاب، وهي أحقاب بعد أحقاب لا انقضاء لها، وهذا أحسن ما قيل فيه.