والابتداع: ابتداء أمر لم يحتذ على مثل، ومنه وقول: البدعة خلاف السنة.
ويسأل عن قوله:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} ؟
والجواب: أن قتادة قال: ابتدعوا رفض النساء، واتخاذ الصوامع.
وقيل: ما كتبناها عليهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد، قال ابن عباس: ابتدعوا لحاقهم بالبراري والجبال، فما رعاها الذين بعدهم حق رعليتها، وذلك لتكذيبهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: ما كتبناها عليهم: ما فرضناها عليهم، وقيل: ما كتبناها عليهم البتة.
ونصب {رَهْبَانِيَّةً} على هذا الوجه بإضمار فعل تقديره: ابتدعوا رهبانية ابتدعوها، ونصب {رِضْوَانِ اللَّهِ} على البدل من (الهاء) في {مَا كَتَبْنَاهَا} ، وهو قول الزجاج، وعلى القول الآخر يكون معطوفاً على ما قبله.
النجوى هاهنا: المتناجون، فأما قوله:{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ}[المجادلة: ١٠] ، فمعناه: التناجي، وأصله السر، قال قتادة: كان المنافقون يتناجون بينهم فيغيظ ذلك المؤمنين، وقيل: كانوا يوهمون أنه حديث على المسلمين من حرب أو نحوها، وهو قول عبد الرحمن بن زيد، وقيل: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود عن النجوى؛ لأنهم كانوا يتناجون إلا بما يسوء المؤمنين.