للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الربيع: فاستوى جبريل - عليه السلام - وهو بالأفق الأعلى، فـ: (هو) على هذا كناية عن جبريل - عليه السلام - وهذا هو القول الأول، و (هو) كناية عن محمد - عليه السلام - في القول الثاني.

قال القتبي: الكلام على التقديم والتأخير في قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: ٨] ، والمعنى: ثم تدلى فدنا، وهذا لا يجوز في (الفاء) ؛ لأنها مرتبة، وليست كالواو، ولا يحتاج هاهنا إلى هذا التقدير؛ لأن المعنى بين، والتقدير: ثم دنا وامتد في دنوه.

* * *

قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: ١١-١٥] .

الفؤاد هاهنا: القلب, والمراء: الجدال بالباطل، والسدرة واحدة السدر، وهو شجر النبق، وقيل: سدرة المنتهى في السماء السادسة إليها ينتهي من يعرج إلى السماء، هذا قول ابن مسعود والضحاك، وقال غيرهم:

إليها تنتهي أرواح الشهداء

وجنة المأوى: جنة الخلد، قيل هي في السماء السابعة، وقال الحسن: جنة المأوى: هي التي يصير إليها أهل الجنة.

قال إبراهيم في قوله: {أَفَتُمَارُونَهُ} أي: أفتجحدونه. وقال غيره: المعنى: أفتجادلونه، وجاء في التفسير، عن عبد الله بن مسعود وعائشة ومجاهد والربيع: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل في صورته التي خلقه الله تعالى عليها مرتين، قال ابن مسعود: رآه

<<  <   >  >>