وإن لم تضمر اسمه في (نودي) فهي في موضع رفع، أي: نودي ذلك، قال: وفي حرف أبي بن كعب "أن بوركت النار". وتلخيص الوجه الأول: أن يكون المعنى: ونودي موسى بأن بورك، ثم حذف (الباء) فوصل الفعل إلى (أن) .
وتلخيص الوجه الثاني: أن يكون المعنى: ونودي البركة و {مَنْ حَوْلَهَا} في موضع رفع؛ لأنه معطوف على موضع (من) الأولى.
الخبأ: أصله من خبأت الشيء أي سترته وأخفيته، وخبء السموات: الأمطار والرياح، وخبء الأرض: الأشجار والنبات.
ومما يسأل عنه أن يقال: ما موضع (أن) من {أَلَّا يَسْجُدُوا}[النمل: ٢٥] ؟
والجواب أن التقدير مختلف:
أما من خفف {ألا يسجدوا} فإن المعنى عنده ألا يا قوم اسجدوا، فاسجدوا على هذه القراءة مبنى؛ لأنه أمر، والعرب تحذف المنادى وتدع حرف النداء ليدل عليه، قال الشاعر:
يالعنة الله والأقوام كلهم والصالحين على سمعان منجار
والمعنى: يا قوم لعنة الله، وقيل:(يا) هاهنا للتنبيه، وليس بحرف نداء، قال ذو الرمة:
ألا يا اسلمي يا دارمي على البلا ولا زال منهلا بجرعائك القطر