للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن همز أخذ من أنبأ، وهو (فعيل) بمعنى (مفعل) أي: منبئ، والمنبئ: المخبر؛ لأنه يخبر عن الله تعالى، ويقال: سميع بمعنى مسمع، قال عمرو بن معدي كرب:

أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجوع

يريد: المسمع.

وجمع (نبئ) بالهمز: نباء، قيل: كريم وكرماء، قال عباس بن مرداس:

يا خاتم النباء إنك مرسل بالحق كل هدى الإله هداكا

ويقال: نبي بغير همز، ويحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون من (أنبأ) إلا أنه خفف بترك الهمز، كما قالوا: برية وروية، وأصلها الهمز.

والوجه الثاني: أنه يحتمل أن يكون من (النباوة) وهي المرتفع من الأرض، فالارتفاع ذكره سمي بذلك، وجمعه على هذا: أنبياء، بمنزلة: غني وأغنياء، وترك الهمز أفصح.

ويروى أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا نبيء الله بالهمز فقال: لست بنبيء الله ولكنني نبي الله، فهذا يدل على ترك الهمز، وكأنه كره التقعير.

* * *

قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: ٤] .

يقال: لم جمعت القلوب؟

وعن هذا أجوبة:

أحدها: أن التثنية جمع في المعنى، فوضع الجمع موضع التثنية، كما قال تعالى: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} [الأنبياء: ٧٨] ، وإنما هو داود وسليمان عليهما السلام.

<<  <   >  >>