ويسأل عن قوله تعالى:{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} ؟
وعنه جوابان:
أحدهما: أنها بغير عمد ونحن نراها كذلك، وهو قول قتادة وإياس بن معاوية.
والثاني: أنها بعمد لا نراها، وهو قول ابن عباس ومجاهد.
وأنكر بعض المعتزله هذا القول، قال: لأنه لو كان لهما عمد لكانت أجساماً غلاظاً، وكانت ترى والله - عز وجل - إنما دل بهذا على وحدانيته من حيث لا يمكن أحد أن يقيم جسماً بغير عمد إلا هو فلذلك كان هذا التأويل خطأ.
والجواب عن هذا أنه: إذا رفع السموات بعمد وتلك العمد لا ترى، فيه أعظم قدرة، كما لو كانت بغير عمد.
وقال النابغة في العمد:
وخيس الجن إني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمد
العَجَبُ والتًّعَجُب: هجوم ما لايعرف سببه على النفس.
قرأ نافع والكسائي {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} على الإستفهام في الأول والخبر في الثاني، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم بالاستفهام في الموضعين جميعاً،