للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويسأل عن وقوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ} ؟

والجواب: أنه استعارة، والعرب يقول: اركب هذا الفرس وذقه، أي: أختبره، وكذا يقولن: ذق هذا الأمر، قال الشماخ:

فذاق فأعطته من اللين جانباً كفى ولها أن يغرق السهم حاجز

يصف قوساً. وقال آخر:

وإن الله ذاق حلوم قيس فلما رآى خفتها قلاها

* * *

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: ١١٦] .

نصب {الْكَذِبَ} بـ: {تَصِفُ} ، و {مَا} مصدرية.

وقرئ في الشاذ {لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكُذُِبُ} ، جمع كذوب، وهو وصف للألسنة. وقرئ أيضاً {الْكَذِبِ} بالجر على أنه بدل من {مَا} .

والألسنة: جمع لسان على مذهب من يذكر، ومن أنث قال في جمعه (ألسن) . قال العجاج:

وتلحج الألسن فينا ملحجاً

وهذه الآية نزلت في تحريمهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.

<<  <   >  >>