للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقول على قوله: {سَلَاسِلَ} [الإنسان: ٤] كالقول على قوله: {قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ} [الإنسان: ١٥-١٦] .

ومن نون الأول ولم ينون الثاني فلأن الأول رأس آية، والفواصل تشبه بالقوافي فتنون، ولم ينون الثاني؛ لأنه ليس برأس آية، وقد قال الزجاج: إن من نونهما جميعاً أتبع الثاني الأول، لأنه نون الأول؛ لأنه فاصلة ونون الثاني اتباعاً له كما قالوا: (جحر ضب خرب) ، فجر (خرباً) لمجاورته (ضباً) وهو نعت لجحر.

* * *

قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: ٢١] .

السندس: الديباج الرقيق الفاخر الحسن، والإستبرق: الديباج الغليظ وهو معرب.

وقرأ ابن محيصن بترك الصرف، وقرأ نافع وحمزة وعاصم في رواية أبان والمفضل "عاليهم" بتسكين (الياء) ، ونصب الباقون.

وقرأ نافع وحفص عن عاصم {خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} بالرفع، وقرأ حمزة والكسائي بالجر، وقرأ ابن كثير وعاصم من رواية أبي بكر بجر "خضر" ورفع "إستبرق"، وقرأ أبو عمرو وابن عامر برفع "خضر" وجر "إستبرق".

فمن أسكن (الياء) جعل {عَالِيَهُمْ} مبتدأ و {ثِيَابُ} الخبر.

ومن نصب جعله ظرفاً، كقولك: فوقهم، وهو قول الفراء، وأنكره الزجاج، وقال: هو نصب على الحال من المضمر في {عَالِيَهُمْ} ، ويجوز أن يكون من المضمر في رأيتهم، وإنما أنكره الزجاج؛ لأنه ليس باسم مكان، كخارج الدار وداخلها، وهو مذهب سيبويه.

<<  <   >  >>