دخلت على معنى (ما) ، وحكى عن العرب: إني لبحمد الله لصالحٌ.
فأما من شددها ففيها خمسة أوجه:
أحدها: أن المعنى: لممها، فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت واحدة ووقع الإدغام، قال الشاعر:
وإني لمما أصدر الأمر وجهه إذا هو أعيا بالسبيل مصادره
والثاني: أنها بمعنى (إلا) كقول العرب: سألتك لما فعلت.
والثالث: أنها مخففة شددت للتأكيد، وهو قول المازني.
والرابع: أنها من (لممت الشيئ) إذا جمعته، إلا أنها بنيت على (فعْلى) قلم تصرف مثل تتْرى.
والخامس: أن الزهري قرأ {لمَّا} بالتنوين بمعنى شديد، و (كلٌّ) معرفة؛ لأنها في نية الإضافة.
{من سورة يوسف - عليه السلام}
* * *
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: ٢] .
يسأل عن قوله: {قُرْآنًا} بم انتصب؟
وفيه وجهان: أحدهما أنه بدل من الهاء في {أَنْزَلْنَاهُ} ، كأنه قال: إنا أنزلنا قرآنا عربياً.
والثاني: أنه توطئة للحال؛ لأن {عَرَبِيًّا} حال، وهذا كما تقول: مررت بزيدٍ رجلاً صالحاً، تنصب (صالحاً) على الحال، وتجعل (رجلاً) توطئةً للحال.
وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ، يعني: كي تعقلوا معاني القرآن؛ لأنه أنزل على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute