للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن قرأ "أنْ لاَ نَعْبُدْ إِلاَّ اللهَ" بالإسكان فـ {أَنْ} مفسرة كالتي في قوله تعالى: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا} [ص: ٦] ، فالمعنى: أي لا نعبد إلا الله، ولا {لَا} على هذا جازمة؛ لأنه نهي.

* * *

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: ١٤٦] .

يقال: كأًيًّن وكَاين وكاءٍ بمعنى، قال الشاعر:

كأين في المعاشر من أناس أخوهم فوقهم وهم كرام

فشدد، وقال جرير:

وكائن بالأباطح من صديق يراني لو أصبت هو المصابا

فخفف.

وفذ هذا لغات أخر، وتعليله من طريق التصريف يطول شرحه، وجملتها أنها (أي) دخلت عليها (كاف) التشبيه، كما دخلت عل (ذا) في قولك: كذا، وغيرت في اللفظ كما غيرت في المعنى؛ لأنها نقلت إلى معنى (كم) في التكثير، والأصل التشديد، وإنما وقع التخفيف لكراهة التضعيف، كما قالوا: لا سيْما، والأصل: لا سيًّما.

وقرأ ابن كثير {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ} كذلك نافع وأبو عمرو. وقرأ الباقون "قَاتَلَ".

<<  <   >  >>