للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقبل سيل جاء من أمر الله

يحرد حرد الجنة المغلة

في كل شهرٍ دائمٍ الأهلة

وقيل: {عَلَى حَرْدٍ} على جد من أمرهم، وهو قول مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد، وقال الحسن: على جهد من الفاقة، وقال سفيان: على حنق، قال الأشهب بن رميلة:

أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حردٍ دماء الأساود

وقيل: {عَلَى حَرْدٍ} على غضب.

قال: قلما جاءوا إليها ليصرموها لم يروا شيئاً إلا سواداً، فقالوا: إنا لضالون ما هذا بمالنا الذي نعرف، لي: ضللنا عن جنتنا، وقيل: ضالون عن طريق الرشاد في إدراك جنتنا قال قتادة: أخطانا الطريق، وقيل: ضالون عن الحق في أمرنا، ولذلك عوقبنا بذهاب ثمرتنا، ثم قال بعضهم: هو مالنا، وحرمنا بما ضنعنا بالأرامل والمساكين، {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} [القلم: ٢٨] ، أي: أعدلهم طريقة، وكانوا قد أقسموا ليصرمنها في أول الصباح، ولم يقولوا (إن شاء الله) فقال لهم أوسطهم، وهو أخ لهم: أم أقل لكم لولا تسبحون، أي: تستثنون، والتسبيح هاهنا: الاستثناء، وهو أن يقول: (إن شاء الله) .

وموضع (الكاف) نصب؛ لأنها نعت لمصدر محذوف، والتقدير: إنا بلوناهم بلاء كما بلونا أصحاب الجنة.

{ومن سورة الحاقة}

* * *

قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة: ١-٥] .

<<  <   >  >>