تسع بهذه الآية فمخطئ؛ لأنه لو كان كذلك لما جاز أن يتزوج دون تسع، وأيضاً فلو أراد الله تعالى ذلك لقال: فانكحوا تسعاً، لأن هذا التكرار عِيُّ، وتسع أخصر منه؛ وهذا على طريق التخيير لا للإيجاب.
يسأل عن دخول (اللاًّم) في قوله: {لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} ؟
وفيها ثلاثة أجوبة:
أحدها: أن معناها (أنْ) ، و (أنْ) تأتي مع (أردت وأمرت) ؛ لأنها تطلب الاستقبال لذا استوثقوا لها باللام، وربما جمعوا بين (اللام) و (كي) لتأكيد الاستقبال، قال الشاعر:
أردت لكيما لا ترى لي عثرة ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل
ولايجوز أن تقع (اللام) بمعنى (أنْ) مع الظن؛ لأن الظن يصلح معه الماضي والمستقبل، نحو: ظننت أن قمت، وظننت أن تقوم، وهذا قول الكسائي والفراء، وأنكره الزجاج، وأنشد:
أردت لكيما يعلم الناس أنها سراويل قيس والوفود شهود
قال: ولو كانت (اللام) بمعنى (أنْ) لم تدخل على (كي) كما لا تدخل (أنْ) عل (كي) ، قال: مذهب سيبويه وأصحابه أن (اللام) دخلت هاهنا على تقدير المصدر، أي: الإرادة للبيان، نحو قوله تعالى:{إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}[يوسف: ٤٣] .