أجمع القراء المشهورون على كسر (الواو) وضم (الراء) من {الْمُصَوِّرُ} ، وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ {الْمُصَوِّرُ} بكسر الواو وفتح الراء، وروي {الْمُصَوِّرُ} بفتح الواو والراء جميعاً، وروي عن الأعمش {الْمُصَوِّرُ} .
فمن نصب {الْمُصَوِّرَ} وفتح (الواو) ، وجعل {الْمُصَوِّرُ} مفعولاً بـ: {الْبَارِئُ}[الحشر: ٢٤] ، وهو نعت لمحذوف تقديره: البارئ الإنسان المصور، أو آدم المصور.
ومن كسر فهو يريد هذا المعنى إلا أنه شيه هذا بالحسن الوجه على تقدير قول من قال
ك هذا الضارب الرجل، كما تقول: هذا الحسن الوجه، فيجر (الرجل) على التشبيه بالوجه، ويشبه (الضارب) بالحسن؛ لأنهما وصفان ولأنهما يجتمعان في الجمع المسلم، ولأن كل واحد منهما يأتي تأنيثه على حد تأنيث الآخر، نحو حسن وحسنة، كما تقول: ضارب وضاربة، وقد نصبوا (الوجه) في وقلهم: هذا الحسن الوجه على التشبيه، كقولك: هذا الضارب الرجل.
فأما الرفع في {الْمُصَوِّرُ} فإنع بعيد، ويروى عن الأعمش، ووجهه فيما ذكروا أن المعنى الْمُصَوِّرُ في القلوب بآياته وعلامات ربوبيته، ولا يستحسن العلماء هذه القراءة لبعدها.