أقاما زماناً لا يولد لهما، فمر بهما الشيطان، ولم يعرفاه، فشكوا إليه، فقال لهما: إن أصلحت حالكما حتى يولد لكما أتسميانه باسمي؟ فقالا: نعم، وما اسمك؟ قال: الحارث، فولد لهما، فسمياه (عبد الحارث) . وهذا القول بعيد ولا يجوز مثل هذا على نبي من أنبياء الله تعالى، والقول الأول أوضح هذه الأقاويل.
الهمزة في قوله:{أَدَعَوْتُمُوهُمْ} همزة تسوية كالذي في قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}[البقرة: ٦] ، و (أَم) معادلة لها.
ويسأل على من يعود الضمير في قوله:{أَدَعَوْتُمُوهُمْ} ؟. وفيه جوابان:
أحدهما: أنه يعود إلى قوم من المشركين قد صبؤوا بالكفر، وهو قول الحسن.
والثاني: أنه يعود إلى الأصنام، وهو قول أهل المعاني.
ويقال: لم قال: {أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} ، ولم يقل: أم صمتم؟
والجواب: أنه أتى بذلك، لإفادة الماضي والحال؛ لأن المقابلة قد دلت على الماضي، واللفظ دل على معنى الحال، قال الشاعر:
سواء عليك الفقر أم بت ليلة بأهل القباب من غير بني عامر
فقابل الفعل الماضي بالاسم المبتدأ، كما قوبل في الآية المبتدأ بالفعل الماضي، وساغ هذا فيه لأنها جملة من مبتدأ وخبر قابلت جملة من الفعل والفاعل.