اختلف في {اسْتَكَانُوا} :
فقيل: هو (استفعل) من الكون، والمعنى: ما طلبوا الكون على صفة الخضوع.
وقيل: هو من (السكون) ، إلا أن الفتحة أشبعت فنشأت منها ألف، فصار (استكانوا) ، وهو على هذا القول (افتعلوا) ، أي: استكنوا، قال الشاعر في إشباع الفتحة:
فأنت من الغوائل حين ترمى ومن ذم الرجال بمنتزاح
أي: بمنتزح، وقال عنترة:
ينباع من ذفرى غضوب جسرة زيافة مثل الفنيق المكرم
يريد: ينبع، فأشبع الفتحة على ما قدمنا.
* * *
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: ٩٩] .
يسأل: لم جاز {ارْجِعُونِ} بلفظ الجمع؟
وفيه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه استغاث أولا بالله تعالى واستعان به، ثم رجع إلى مسألة الملائكة في الرجوع إلى الدنيا هذا القول رواه ابن جريج.
والثاني: أن العظماء يخبرون عن أنفسهم كما تخبر الجماعة، فخوطبوا كما تخاطب الجماعة.
والثالث: أنه جمع الضمير ليدل على التكرار، فكأنه قال: رب ارجعن ارجعن ارجعن، وهذا قول المازني.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute