للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرأ ابن كثير {فَرَضْنَاهَا} بالتشديد و {رَأْفَةٌ} بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بالتخفيف وإسكان الهمزة، التشديد للمبالغة، وأما فتح الهمزة وإسكانها فلغتان.

* * *

قوله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور: ٢٦] .

الخبيث: نقيض الطيب.

واختلف في معنى قوله: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: ٢٦] : فقال ابن عباس والضحاك ومجاهد والحسن: الخبيثات من الكلم للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلم، والطيبات من الكلم للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من الكلم.

وقال ابن زيد: الخبيثات من السيئات للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من السيئات، والطيبات من الحسنات للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال، للطيبات من الحسنات.

وقيل: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والطيبات من النساء للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء.

ثم جمع ذلك في قوله: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور: ٢٦] فرد الضمير على الطيبات والطيبين.

وقال الفراء {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} يعني به عائشة - رضي الله عنها - وصفوان بن المعطل، وهوبمنزلة قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [النساء: ١١] والأم تحجب بالأخوين، فجاء على تقليب لفظ الجمع.

<<  <   >  >>