للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ، والرأي مختلف

والمعنى: نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راضٍ، فحذف، وقال الفرزدق.

إني ضمنت لمن أتاني راجياً وأبي، وكان وكنت غير غندور

يريد: وكان أبي غير غندور، فحذف، ولم يقل: وكنا غير غدورين، ومثله:

رماني بأمر كنت منه ووالدي بريئاً ومن أجل الطوى رماني

ولم يقل: بريئين، ومثله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: ٦٢] وقوله: {وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً} [الأنبياء: ٩١] وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.

قال مجاهد: القعيد: الرصد، وقال أيضا: عن اليمين ملك يكتب الحسنات وعن الشمال ملك يكتب السيئات، وهو قول الحسن، وزاد الحسن: حتى إذا مات طويت صحيفة عمله، وقيل له يوم القيامة: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: ١٤] ، ثم قال: عدل والله من جعله حسيب نفسه.

* * *

قوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق: ٢٤] .

جهنم: اسم أعجمي لا ينصرف للتريف والعجمة، وقيل: هو عربي: وأصله من قولهم: بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر، فلم ينصرف في هذا الوجه للتعريف والتأنيث.

ويسأل عن التثنية في قوله: {أَلْقِيَا} ؟ وفيها خمسة أجوبة:

أحدها: ان العرب تأمر القوم والواحد بما يؤمر به الاثنان؛ يقولون للرجل الواحد: قوما، واخرجا، ويحكى أن الحجاج قال: يا حرسي اضربا عنقه، يريد: اضرب، قال الفراء: سمعت من العرب من يقول: (ويلك ارحلاها ويلك ارحلاها) ، وأنشد قال أنشدني بعضهم:

<<  <   >  >>