وقوله:{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}[الشعراء: ٢٢٧] يعني به: حسان بن ثابت، وقيل يعني به: شعراء النبي - عليه السلام - كلهم، وقيل يعني به: شعراء المسلمين.
وعلى القول الأول جمهور العلماء.
وارتفع قوله:{والشعراء} بالابتداء، و {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} الخبر، ويجوز النصب على إضمار فعل، كأنه في التقدير: ويتبع الغاوون الشعراء يتبعهم الغاوون، ثم يحذف الأول لدلاله الثاني عليه، ومثله قولك: زيد ضربته، وزيدا ضربته، إلا أن الرفع أجود، ومن هنالك أجمع عليه القراء المشهورون.
وانتصب قوله:{أَيَّ مُنْقَلَبٍ}[الشعراء: ٢٢٧] ؛ لأنه نعت مصدر محذوف تقديره: وسيعلم الذين ظلموا منقلبا أي منقلب ينقلبون.
والعامل في (أي)(ينقلبون) ، ولا يجوز أن يعمل فيها (سيعلم) ؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، وإنما يعمل فيه ما بعده، والعلة في ذلك: أن الاستخبار قبل الخبر، ورتبة الاستخبار التقديم، فلم يجز أن يعمل فيه الخبر؛ لأن الخبر بعده، وذلك أنه موضوع على أنه جواب مستخبر.