إحياؤهم بمسألة منكر ونكير، والإماتة الثانية إماتتهم بعد المساءلة، والإحياء الثاني إحياؤهم للبعث يوم القيامة، هذا قول السدي.
والثاني: أن الإماتة الأولى كونهم نطفة، والإحياء الأول إحياؤهم في الدنيا، والإماتة الثانية إماتتهم عند خروجهم من الدنيا، والإحياء الثاني إحياؤهم يوم القيامة.
قيل: هذا المؤمن كان إسرائيليا يكتم إيمانه من آل فرعون، وقيل: كان قبطيا من آل فرعون.
ويسأل عن قوله:{أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} ما علة دخول {أَنْ} هاهنا، وما موضعها من الإعراب؟
والجواب: أنها دخلت لتدل على أن القتل إنما كان من أجل الإيمان، ولو حذفت لم يدل على هذا، وإنما يدل على قتل رجل مؤمن لا من أجل إيمانه، والتقدير: أتقتلون رجلا من أجل أن يقول، أي: لأن يقول، وتلخيصه من أجل قوله، ولو حذفت {أَنْ} كان التقدير: أتقتلون رجلا قائلا ربي الله؛ لأن {يَقُولَ} حينئذ نعت لرجل، كما تقول: مررت برجل يأكل، أي: رجل أكل.
وموضع {أَنْ} نصب على المفعول له.
وقوله:{يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} روي عن الخليل أن (بعضا) هاهنا زائدة، والمعنى: يصيبكم الذي يعدكم.
وقال بعض المفسرين:{بَعْضُ} هاهنا بمعنى: كل، وبه قال ابن قتيبة. وهذان